مما يؤسف عليه أن مسلسل الإتجار بالطيور المهاجرة لا زال مستمراً، وهذا ما نلاحظه بشكل دوري في أسواق الطيور الأسبوعية المفتوحة إضافة للعروض التي يتم تداولها عبر مواقع الأنترنت، وبالرغم من أن الكثير من المجتمع ينبذ هذه الممارسة التي لا تدل إلى على فقر الثقافة وتساهم بشكل كبير في الضرر البيئي، إلا أن الثلة القليلة التي تمارس هذا الإتجار بين بائع ومشتري لهم أثر كبير في بقاء الأثر لهذه الممارسة.
وكان آخر ما تسلمته مجموعة رصد وحماية الطيور في يوم السبت الموافق 05 مايو هو عدد طائران من نوع العوسق الشائع “Common Kestrel” كان قد أشتراهما صديق المجموعة صبحي الجارودي من سوق الطيور الأسبوعي بالقطيف بمبلغ 30 ريالاً للطائرين وهو ما يساوي مبلغ 4 دولارات للطائر الواحد!!.
الجارودي يعلم أن الشراء أمر غير مستحسن إلا انه وبحسب تعبيره يقول ” لم أستطع التغلب على عاطفتي، هذه الطيور مخلوقة للتحليق لا للأسر الخانق الذي لا يُراعى فيه الرحمة”. ويضيف الجارودي ” تأثرت كثيراً بما أتمته مجموعة رصد وحماية الطيور من حملات توعوية، فصرت أتعاطف أكثر مع الطيور حبيسة الأقفاص، ولا زلت أمارس الحديث مع الباعة والصيادين بالتي هي أحسن علي أستطيع تمرير رسائل ودية بأن ما يقومون به هو أمر كارثي في حق الأرض وبيئتها. لذلك أقبلت على شراء الطيور لغرض تسليمهم للمجموعة حتى يطلقونهم في المكان والوقت المناسب”.
ويقول عضو المجموعة فيصل هجول والذي استلم الطيور من الجارودي ” كانت الطيور منهكة جداً من حرارة الشمس والفترة الطويلة التي لم يتناولان فيها الغذاء والماء، حاولت أن أضعهما في مكان مناسب لحين إطلاقهما للحرية من جديد، ولم أبقيهم أكثر من ساعتين حتى تم إطلاقهما”
ويضيف هجول ” أنني وعند توجهي للمكان الذي قصدته لإطلاق الطيور قد صادفت موقفاً يستحق التسبيح لله عز وجل، وكان ذلك حينما اصطدمت بسيارتي عصفوراً قد أعترض الطريق بتقدير من رب العالمين، كأنني فهمت الدور المتوجب علي فعله! ، عدت لحيث كان العصفور الذي فارق الحياة بفعل الاصطدام فأعطيته للطيرين المتضورين جوعاً، هو رزق قد تكفل الله بتأمينه لهما. سبع دقائق من ذلك الموقف لحين موقع الإطلاق كانت كفيلة بأن يلتهما العوسقان ذلك العصفور، بعدها وبحمد الله تم إطلاق الطيور والتأكد من قدرتهما على مواصلة دورهما العظيم في هذه الحياة”.
مجموعة رصد وحماية الطيور وفي الوقت التي تثمن وتقدر هذا الحب والنية الصافية التي يمتلكها الصديق صبحي الجارودي، إلا أنها تؤكد على عدم تشجيع الشراء من الصيادين مهما كانت الغاية والنية وذلك لكون الشراء مشجع لمواصلة الصيادين والباعة ممارساتهم وبالتالي المساهمة في إكمال الحلقات لتتواصل سلسلة الإتجار.