الطيور المهاجرة ونقل الأمراض وطرق التشخيص

بالتعاون مع جامعة الملك فيصل استضافت مجموعة رصد وحماية الطيور  الدكتور محمد شوقي السيد من مركز أبحاث الطيور بالجامعة  للحديث عن دور الطيور المهاجرة في نقل الأمراض وطرق تشخيصها وذلك ضمن فعاليات معرض “أمم أمثالكم” والمقام في جمعية الثقافة والفنون بالأحساء .

استفتح الدكتور محمد شوقي أمسيته بالحديث عن أهمية رصد الطيور البرية – والتي يبلغ عدد أنواعها 8600 نوع –  وذلك لكونها خازنة للفيروسات منوهاً بضرورة التفريق بين الخازن للفيروس وبين تحوره للأسوأ مما قد يسبب بانتشاره وباءً للمجتمعات البشرية .، مستشهداً بإحدى البحوث في جنوب شرق آسيا والتي كشفت عن ارتباط جميع الأوبئة التي تم البحث فيها بحركة الدواجن المريضة ومنتجاتها وأدواتها .

وقد أشار الدكتور بأن الطيور البرية قد تكون خازنة لفيروس الانفلونزا A والعديد من الأمراض ، وأن دورة الفيروس في الطيور المائية تشكل مخزوناً هائلاً في الطبيعة لايمكن استئصاله . وأن تلك الفيروسات تتمركز في القناة الهضمية للطيور البرية المائية وتفرز في برازها بدون أن تسبب أعراض . موضحاً للجميع بأنه لم يثبت حتى الآن وجود دور يذكر للطيور البرية في انتشار العدوى بفيروس H5N1 للإنسان .

كما تحدث عن أربعة أمراض من الأمراض المنقولة  بواسطة الطيور البرية ، وهي : (1) حمى الطيور ( حمى الببغاء ) والتي تسببها بكتيريا Chlamydia psittaci وهي عدوى بكتيريا القولون والميكروبات المعوية الأخرى مثل الباستريلا والستريتوكوكس والتهابات الأكياس الهوائية والتي يمكن أن تحدث بواسطة المايكوبلازما عن طريق البجع أو الأوز أو النوارس والطيور المائية الأخرى وخصوصاً في الأراضي الرطبة كالبحيرات والأنهار .
(2) التهابات الدماغ الفيروسية ( حمى غرب النيل ) والذي يسببه نوع من أنواع الفيروسات المصفرة FLAVIVIRUS وينتقل بواسطة لدغة البعوض من الطيور إلى الإنسان .
(3) سل الطيور  والذي تسببه جرثومة المايكوبكتيريوم والذي يعمل على فقدان وزن الطير بشكل مستمر حتى يظهر الضعف الشديد ثم الموت ، ويحدث هذا المرض في عدة أنواع من الطيور مثل الدجاج وطيور الصيد وطيور الأقفاص والطيور البرية . (4) عدوى الملتويات ( مرض لايم) والذي ينتج عن بكتيريا Spirochaete والتي تنتقل عن طريق قرادة .

ثم انتقل للحديث بشكل مكثف عن فيروسات الانفلونزا A و B  و C  . موضحاً دورة انتقال فيروس انفلونزا الطيور حتى يصل إلى الإنسان ومتحدثاً عن حيويته حيث أوضح الدكتور السيد أن الفيروس يبقى حياً بشكل مستديم بالتجميد العميق وأنه يبقى حياً في أنسجة الطيور وإفرازاتها لعدة أيام في درجات الحرارة والرطوبة المعتدلين . وأنه يبقى حياً في مياه البرك والجداول والبحيرات حوالي شهر أو أكثر في درجات الحرارة والرطوبة المعتدلة . وأنه شديد الحساسية للحرارة والجفاف والمنظفات العادية كالماء الدافئ والصابون ومذيبات الدهون والمطهرات المنزلية الشائعة مثل مطهرات الكلور واليود . 

ثم تطرق إلى أعراض انفلونزا الطيور مثل النفوق المفاجئ الذي يصل إلى 100% . وانخفاض حاد في انتاج البيض وخروج البيض بدون قشرة . واستسقاء في الوجه وانتفاخ في الرأس يمكن أن يمتد إلى الرقبة كما قد يسبب للطير افرازات مخاطية من الأنف وسيلان اللعاب خارج المنقار وتجعد ونكش للريش. كما قد يسبب الإسهال للطير. موضحاً خارطة التوزيع الجغرافي لأوبئة انفلونزا الطيور H5N1 في العالم .

وعن الوقاية ذكر الدكتور بأنه ينبغي بناء الحظائر بعيدة عن أماكن استراحة الطيور المهاجرة والبرية ومكافحة الحشرات والقوارض حيث أن المياه والقوارض والحشرات تلعب دوراً خطيراً في نقل العدوى ونشرها بين الطيور . واختتم السيد محاضرته بتفصيل كبير عن طرق تشخيص الأمراض لاسيما مرض انفلونزا الطيور ، بدءاً من كيفية أخذ عينات صالحة للتحليل من الطيور وطرق إكثار الفيروس معملياً وحتى الاختبارات المستخدمة لتشخيص أمراض الطيور .

التغطية الإعلامية : حسين الجاسم – جاسم الجاسم

Share on facebook
Share on google
Share on twitter
Share on linkedin
Share on pinterest
Share on print
Share on email

اترك تعليقاً