بلونه الأسود اللامع وبتاجه الأبيض الناصع يمكن تمييز هذا النوع من غيره من الأبالق في الصحراء والصحاري الصخرية بالذات ، فهو بالإضافة إلى لونه المميز يمكن تمييزه بتنقله الدؤوب بين الصخور والرمال لمئات الأمتار بحثا ًعن الغذاء .
ينتمي الأبلق أبيض التاج White-crowned Wheatear ( Oenanthe leucopyga) كطائر محلي للمناطق الشمالية من القارة الإفريقية ( الجزائر ، ليبيا ، مصر ، السودان ، مالي ، النيجر وتشاد ) كما يمتد انتشاره للدول المطلة على الساحل الشرقي للبحر المتوسط ( لبنان ، الأردن ، سوريا ، فلسطين) ويمتد انتشاره من الساحل الغربي لشبه الجزيرة العربية حتى اليمن . إلا أنه يعتبر زائر شتوي في منطقة الخليج العربي والعراق وإيران .
يتشابه الجنسان بشكل كبير جداً بلونهما الأسود اللامع وبتاجهم وعجزهم الأبيض، إلا أن اليافع منه يخلو من وجود اللون الأبيض في الرأس حيث تظهر نقطة بيضاء في منتصف الرأس مع البلوغ وتنتشر ليكتمل التاج مع وصوله إلى عامه الثاني أو قبل ذلك بقليل .
يتكاثر الأبلق أبيض التاج في مناطق إقامته الربيعية فقد تم تسجيل تفريخه في غرب أفريقيا ما بين شهري يناير وفبراير وفي شرق افريقيا وبلاد الشام ما بين شهري مارس ومايو .
يعتبر الأبلق أبيض التاج من الطيور الزائرة الشتوية في دولة الكويت فبالرغم من تسجيله لأول مره في عام ١٩٥٤م حسب سجلات اللجنة الكويتية للطيور الطارئة ( Kuwait Ornithological Rarities Committee ) إلا أن تسجيلاته ظلت متقطعة في إشارة إلى عدم انتظام زيارته ، كل ذلك حتى عام ٢٠١٣ لتنتظم بعد ذلك مشاهدته من جديد عاماً بعد عام .
تشير سجلات بعض الراصدين في دولة الكويت خلال السنوات السابقة إلى تسجيل طيور يافعة خلال أشهر الربيع والصيف مما يوحي بأن عملية تفريخ الطائر ممكنه، إلا أنه لم يستطع أحد من الراصدين توثيق عملية التفريخ بشكل أو بآخر. ومع نهاية شهر ديسمبر من عام ٢٠١٩ م تمكنت عضو المجموعة ليلى عاشور ومن خلال أكثر من زيارة من رصد و توثيق مراحل بناء العش حيث تواجد في ذات المكان طائرين بالغين ويافع .
ومع استمرار التتبع والملاحظة و في الأسبوع الأخير من شهر فبراير ٢٠٢٠ م بالتحديد ، أصبحت مشاهدة الطيور صعبة وغير ممكنة بسبب طول احتضانهم للبيض .
حتى تمت مشاهدتهم من جديد في اليوم الحادي عشر من شهر مارس٢٠٢٠ م مع ثلاثة من الفراخ التي تقدر أعمارها ب ٣ أسابيع ، وظلت الصغار بعد ذلك تتجول في المنطقة للبحث عن الغذاء بينما شوهد الأبوان على مقربة منها .
بهذا تسعد مجموعة رصد وحماية الطيور أن تبارك للراصدة ليلى عاشور هذا الإنجاز ولدولة الكويت هذا التفريخ ودخولها ضمن دائرة المناطق المناسبة لتفريخ هذا الطائر .
