المصور و الراصد

ومضت الأيام سريعاً واختتمت مجموعة رصد وحماية الطيور فعاليات معرض “سلوك الطيور” مع محاضرة قدّمها الأستاذ فيصل هجول للحديث عن المصور والراصد ، والتي ألقيت مساء يوم السبت الموافق 19 يونيو 2021 م على صالة عبدالله الشيخ للفنون بجمعية الثقافة والفنون بالدمام .

استهل الأستاذ فيصل حديثه بتعريف معنى المصور والراصد ، وعبّر عن المصور بأنه الشخص المهتم أساساً بالتصوير والمنشغل به والذي اختار مجال الطيور اختصاصاً لتصويره أو كهواية أو تجربة عابرة . موضحاً بأن المخرج النهائي للمصور هي الصورة كمادة جمالية. بيدأن الراصد يكون منشغلاً أساساً بعلم الطيور وعالمها ويمكن له أن يمارس الرصد كوظيفة أو كنشاط ترويحي ، وأن منتجه النهائي تكون المعلومة أو المتعة أو كلتاهما.

ثم انتقل هجول للحديث عن الفروقات بين المصور والراصد ، وذكر بأن أدوات المصور الرئيسية تتمثل في الكاميرا كأداة رئيسية ، إضافة إلى ماتتطلبه مثل جهاز الحاسوب والتطبيقات الخاصة بمعالجة الصور .. لينتج بهذه الأدوات صورته النهائية . بينما الراصد فأدواته الرئيسية تتمثل في منظار التقريب و أوراقاً لتدوين الملاحظات والمشاهدات الرصدية ليستطيع إنتاج مادته العلمية. موضحاً بأن ليس كل مصور راصد وليس كل راصد مصور وإن تشاركا في بعض الأدوات مثل استخدام المنظار أو الكاميرا أو استخدام الأدلة الحقلية أو ملابس التمويه والتخفي ، مؤكداً على أنه بالإمكان أيضاً أن يجتمع الإثنين معاً – أي التصوير والرصد – في شخص واحد ليكون مصوراً وراصداً في ذات الوقت .

وشدّد الهجول على أهمية أن يحدد الراصد والمصور طريقه بصراحة وواقعية قبل كل شيء ، وأن يقيّم نفسه بعيداً عن فقاعات الإعجابات في مواقع التواصل الإجتماعي والتي لايمكن الإعتماد على تقييمها أبداً مسترسلاً بالأسباب والرؤى التي يراها ومستشهداً ببعض الأمثلة في ذلك ، ناصحاً كل مصور وراصد بأن يحدد الشريحة والجمهور المستهدف حسب المحتوى المراد نشره . معللاً بأنه من غير اللائق نشر صورة توثيقية لرصد نوع طير نادر في مجتمعات مهتمة بفن الصورة كجماعات التصوير مثلاً . حيث أن هذه الشريحة تهتم أولاً بجمالية الصورة لا القيمة الرصدية لها .وكذلك مصور الطيور أثناء نشر لصوره ، فمن غير اللائق أن يرهق نفسه في كتابة واقتباس وصف الطائر وتصنيفه ومعلومات هي ليست ذات أهمية للشريحة المستهدفة وقد يقع في فخ نشر معلومات مغلوطة أو خاطئة عن الطير وذلك لعدم تخصصه . وبهذا يسترسل الأستاذ فيصل في حديثه ليؤكد على أهمية استشارة المختصين و مجالستهم للتزود من معلوماتهم .

وبعد ذلك تطرق الفنان فيصل عن عناصر نجاح الراصد والتي تتمثل في الإطلاع الدائم بكل مايستجد في علم الطيور من مصادرها العلمية والموثوقة ، والتزود الدائم بالمعرفة وتطوير الذات بمتابعة المواقع الإلكترونية المتخصصة والكتب العلمية و مجالسة المختصين ، مشجعاً على الاهتمام والتفاعل مع كل ماهو مهم ومستحقاً في مجاله . أما عن عناصر نجاح المصور ، فذكر فيصل بأنها معيار الدهشة و جمالية الضوء ، ليسترسل بعدها في شرح بعض التقنيات لإظهار الجمال في صور الطيور مثل كيفية تصوير البوكيه وتصوير الظل والتصوير الأحادي . مشجعاً المصورين على الاستفادة من البيئة والموائل المتوفرة من حولهم والتي يعيشون بالقرب منها ، وأنها مناسبة لإخراج أعمال فنية وإن كانت تفتقر إلى كثير من المساحات الخضراء والبحيرات الساحرة وبيئات الطيور المثالية كما في بعض دول العالم .

وفي الختام  ، كرّمت مجموعة رصد وحماية الطيور الأستاذ فيصل هجول على محاضرته القيمة وعطائه المتميز  كما تم تكريم الأستاذ اسماعيل المعيوف أحد أعضاء المجموعة و أحد الفائزين في المسابقة الشهرية التي نظمتها مجموعة رصد خلال الأشهر السابقة . هذا وتشكر إدارة المجموعة جميع الحضور الكرام في هذه الليلة و جميع المتابعين في البث المباشر على أمل اللقاء بكم في معارض ومحاضرات أخرى .

صور من التغطية ( تصوير علي الأمرد )


Share on facebook
Share on google
Share on twitter
Share on linkedin
Share on pinterest
Share on print
Share on email

اترك تعليقاً