رحلة رصد في جزيرة كُبّر

نظمت مجموعة رصد وحماية الطيور رحلة إلى جزيرة كبر – أولى محطات الحياة لأربعة أنواع من طائر الخرشنة – بدولة الكويت بالتعاون مع فريق رصد وحماية الطيور بالجمعية الكويتية , وعلى إثرها أعد عضو المجموعة / فيصل هجول هذا التقرير .

على جزيرة ( كُبَّرْ ) الكويتية ذات السواحل الرملية وهي جزيرة ذات مساحة صغيرة طولها من الشرق إلى الغرب 370 متر ومن الشمال إلى الجنوب 290 متر وبمساحة إجمالية 140 ألف متر مربع, وتقع الجزيرة في جنوب شرق دولة الكويت على بعد 34 كيلو متر عن مدينة الفحيحيل.

كُبَّرْ على موعد سنوي مع طيور الخرشنة في كل صيف من السنة حيث تحط الطيور رحالها مع شهر مايو لتبدأ التزاوج والتبييض قبل أن تغادر مع فراخها في شهر أغسطس مهاجرةً في وسط البحار وحيث خطوط هجرتها.

أنواع طيور الخرشنة على الجزيرة :

فقط أربعة أنواع من أصل ثلاثة عشر نوعًا تم تسجيلهم على خارطة دولة الكويت وتلك الأنواع هي:

الاسم العربي : الخرشنة الملجمة
الاسم الانجليزي : Bridled Tern
الاسم العلمي : Sterna anaethetus


الاسم العربي : الخرشنة بيضاء الخذ
الاسم الانجليزي : White-cheeked Tern
الاسم العلمي : Sterna repressa


الاسم العربي : الخرشنة المتوجة الصغيرة
الاسم الانجليزي : Little Tern
الاسم العلمي : Sterna albifrons


الاسم العربي : الخرشنة المتوجة الكبيرة .
الاسم الإنجليزي : Great Crested Tern
الاسم العلمي : Sterna bergii


ثلاثة أشهر من وقت البيضة وحتى الطيران.

بالمجمل العام جميع الأنواع الأربعة تبيض بيضة واحدة وهو الغالب الأعم،  وقد تصل إلى بيضتين، وتحتاج البيضة لمدة شهر واحد حتى تفقس، وبعدها بثلاثة إلى أربعة أيام يستطيع الصغير مغادرة العش ليختبئ تحت الشجيرات والصخور الأكثر أمانًا له من الأجواء، ومخاطر الطيور الأخرى من بني جنسه وأيضاً الاختباء عن البشر.

ويحتاج صغير الخرشنة لشهرين حتى يكتمل نموه، ويكون جاهزًا للهجرة ومخاطرها قبل أن يعود لجزيرة (كُبّر) أو إحدى الجزر؛ ليبدأ أول عملية تزاوج لتستمر حياة الخرشنة.


لا وقت للعب ..

طوال فترة التفريخ، من التزاوج وحتى الطيران لا يملك الأبَوان وقتًا للعب، عدا فترات بسيطة جداً. فالمهام عديدة إما التناوب على احتضان البيض أو التناوب على إطعام الصغار.

ومهمة إطعام الصغير تتطلب من أحد الزوجين الطيران لمسافة ليست بالبسيطة، وسط البحار. فأحياناً تقطع الكيلومترات بحثًا عن سمكة صغيرة, و أخيراً تبقى مهمة حماية الصغار وقد تحتاج هذه المهمة لمعارك طاحنة.


تضاد ووسطية في السلوك.

بالاقتراب أكثر والتمعن عن كثب في حياة تلك الأنواع الأربعة، سنجد اختلافًا كبيرًا وتضادًا بين التعاون والعدائية.

فطيور الخرشنة ( بيضاء الخد ) تعتبر الأكثر عدائية بين هذه الأنواع الأربعة نتيجة لأسلوب حياتها حيث أن أعشاشها متفرقة وغير منتظمة، ونظام مملكتها تقضي بحماية كل زوج لصغيره فقط دون الالتفات للصغار الأخرى، كما أن بعد الصغار عن أعشاشها يعرضها للخطر من الطيور الأخرى مالم يكن أحد الأبوين بالقرب منه.  كل هذا يقتضي ” الشراسة ” من هذا النوع من الطيور! وهذه القسوة تعد سمة طاغية بين هذا النوع من الخرشنات في سبيل حماية صغارها وأنفسها.

على العكس تماماً تعاون وتعايش كبير بين الجميع في مملكة طائر الخرشنة المتوجة الكبير والخرشنة المتوج الصغير.

ويتجسد روح التعاون من الوهلة الأولى حيث كلا النوعين يتعايشان سلميًا وسويًا في ذات المنطقة التي يحددها وعادةً ما تكون منطقة قاحلة على عكس الخراشن الملجمة التي تبحث عن الشجيرات لتضع بيضها.

حيث تضع المتوجتين بيوضها بالقرب من بعضها البعض لتكون أكثر أماناً وتحمي صغارها سويةً فبعض المشاهد التي قد تكرر كثيراً على عينيك هي مجموعة من الصغار برفقة طير واحد أو أكثر يوجهها لمنطقة الأمان بينما يحوم بعض الكبار فوق رؤوسهم ليحميها من الخراشن الأخرى وتدافع سويةً جنباً إلى جنب عن مملكتها.

ويبقى النوع الأخير منها وهو الخرشنة الملجمة حيث اختار أن يكون وسطيًا بين السلوكين فلا هو بالعدائي القح كبيضاء الخد ولا هو بالمتعاون الكبير كالمتوجتين.


أسلحة فتاكة للهجوم ..

عندما نتواجد نحن بنو البشر على الجزيرة ونقترب أكثر من أعشاش وفراخ الخراشن، علينا أن نكون جاهزين لتلقي أسلحتها الفتاكة حيث لا تملك هذه الطيور سلاحًا أقوى من الفضلات. فتحوم بالقرب من رأسك وترمي بفضلاتها عليك في محاولة لإخافتك وإبعادك عن مناطقها وفي حال أحست الخراشن بخوفك فأنها لن تتورع عن الهجوم عليك مباشرة ومحاولة طردك بالقوة ونرى هذا السلوك غالباً من بيضاء الخد.


ختاماً شكر وتقدير ..

الشكر الجزيل للأخوة فريق رصد وحماية الطيور بالجمعية الكويتية ممثلةً في الأستاذ العزيز  / راشد الحجي والدكتور / عارف العوضي لتسهيل وترتيب أمور الرحلة

كما أقدم شكري للأخوة المرافقين في الرحلة أعضاء مجموعة رصد الطيور

  • جاسم الجاسم
  • حسين الجاسم
  • هاني الصولان
  • تقي آل طلاق
  • يوسف الخميس
Share on facebook
Share on google
Share on twitter
Share on linkedin
Share on pinterest
Share on print
Share on email

اترك تعليقاً