السلوك .. عالمٌ لامحدود

كان الموعد الثاني ضمن فعاليات معرض “سلوك الطيور” لمجموعة رصد وحماية الطيور مع الأستاذ محمد الزاير وحديث شائق حول علم السلوك وعالمه اللامحدود ، والتي ألقيت مساء يوم السبت الموافق 12 يونيو 2021 م على صالة عبدالله الشيخ للفنون بجمعية الثقافة والفنون بالدمام .

استهل الزاير حديثه بتذكير عام عن أهم النقاط الرئيسة التي ذكرها مسبقاً في محاضرة ” علم السلوك” والتي ألقاها في معرض المجموعة السابق “أمم أمثالكم” عام 2019 م  مثل معنى علم السلوك وكيفية نشأته وتطوره بشكل عام وعن علم السلوك الحيواني – بوجه خاص – وأهميته وأنماطه ، وعن أشهر علماء السلوك المتخصصين والعلماء الهواة .

ليفتتح حديثه هذه الليلة عن علاقة الراصد بالسلوك ، موضحاً بأن العلاقة تبدأ مع مشاهدة الراصد لسلوك الحيوان مباشرة ، محفزاً إياهم – الراصدين –  للإنتقال إلى مرحلة أعلى في عملية الرصد من مجرد المشاهدة إلى الإهتمام بالسلوك والمراقبة وبدء توثيقه وتحليلهه ومشاركته مع المهتمين ، لتبدء مرحلة جديدة بعد ذلك في عملية تثبيت المعلومة و البحث عن معرفة السبب الحقيقي وراء ذلك السلوك بالرجوع إلى المصادر العلمية الموثوقة و العلماء و أهل الإختصاص. داعياً الراصدين إلى إمكانية مقارنة السلوك مع الأجناس الأخرى حتى تتكون لديهم ملكة في تحليل وتمييز السلوك . مستشهداً بأحد الأمثلة حينما رصدت عضو المجموعة ليلى عاشور عملية تفريخ الزقزاق ناتئ الجناح الأول في الكويت وكيف تمت المراقبة والمتابعة لسلوكه ومشاهدة عملية حفر التراب قبل تثبيت العش والذي قد يعتقد الراصد في أول مشاهدة بأن الطائر يبحث عن غذائه ، بينما كان الطائر يقوم بتجهيز عشه في المنطقة . مؤكداً بأن التنبؤ بسلوك الطيور مختلف تماماً عن عملية الإدراك والتثبيت .

ثم انتقل الأستاذ الزاير في حديثه لتناول السلوكيات الحيوانية موضحاً الفرق بين السلوك الفطري والسلوك المكتسب ، وكيف بزغ بينهما علم البيئة السلوكي ، معرفاً بأنه – أي علم البيئة السلوكي –  أحد العلوم الحديثة والمشتقة من علم سلوك الحيوان والمهتم بالتطور السلوكي للحيوانات بسبب الضغوط البيئية المباشرة وغير المباشرة . والذي تأسس على يد العالم نيكولاس تينبرغن .

وهنا استرسل الزاير في حديثه عن أسباب نشأة هذا العلم وحقيقته في النظريات العلمية مثل نظرية الدفاع عن الموارد في طائر الطنان ، ونظرية التوزيع المجاني في النوارس والبلشونات ، ونظرية استراتيجيات التزاوج في طائر الحباك وناتئ الجناح . موضحاً بأن مبادئ تلك النظريات يعتمد بعضها على مبدأ التطورات الجينية وبعضها يعتمد على مبدأ التكيف بناءً على المؤثرات ، والذي يمكن تعريف التكيفات البيئية على أنها حلول تطورية فردية أو جماعية للمشاكل البيئية المتكررة المتعلقة ببقاء الكائن الحي واستمرار تكاثره . ليسهب بعد ذلك في تفاصيل التكيف البيئي من خلال عرض الأمثلة والشواهد المرئية .

واختتم الزاير محاضرته بسؤال مثير للحضور الكريم  : ماهو الهدف من هذا التطور السلوكي للحيوانات عموماً والطيور خصوصاً  – مثل تغيير خط الهجرة وتغير نوع الغذاء وتغير موعد التفريخ ومكانه .. وغيرها  – ؟! هل الهدف من هذا التطور هو فقط لضمان استمرار بقائها ؟ أو لأمر آخر ! ليفتح باب الحوار والمناقشة بعد ذلك مع الحضور .

وفي الختام  ، كرّمت مجموعة رصد وحماية الطيور الأستاذ محمد الزاير على محاضرته القيمة وعطائه المتميز  كما تم تكريم الفنان فيصل هجول أحد الفائزين في المسابقة الشهرية التي نظمتها المجموعة خلال الأشهر السابقة . كما تشكر إدارة المجموعة جميع الحضور الكرام في هذه الليلة و جميع المتابعين في البث المباشر .

صور من التغطية ( تصوير علي الأمرد )


Share on facebook
Share on google
Share on twitter
Share on linkedin
Share on pinterest
Share on print
Share on email

اترك تعليقاً